Admin Admin
المساهمات : 322 تاريخ التسجيل : 24/06/2012
| موضوع: الاعتصام بالكتاب والسنة وعدم التفرقة الجمعة يوليو 06, 2012 1:25 am | |
|
قاعدة أهل السنة والجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة وعدم التفرقة شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله تعالى)
قال الله تعالى وتقدس: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون* واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا, واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا, وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها, كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون * ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه). قال ابن عباس وغيره: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة, وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة: (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون). وفي الترمذي عن أبي أمامة الباهلي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، في الخوارج: "أنهم كلاب أهل النار" وقرأ هذه الآية: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه). قال الإمام أحمد بن حنبل: صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه. وقد خرجها مسلم في صحيحه, وخرج البخاري طائفة منها. قال النبي صلى الله عليه وسلم "يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم, وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم, يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية – وفي رواية - يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان". والخوارج هم أول من كفّر المسلمين. يكفرون بالذنوب ويكفرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون دمه وماله. وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها. وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة ويطيعون الله ورسوله, فيتبعون الحق, ويرحمون الخلق. وأول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة, حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, فعاقب الطائفتين. أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم, وأما الشيعة فحرق غاليتهم بالنار وطلب قتل عبد الله بن سبأ فهرب منه, وأمر بجلد من يفضله على أبي بكر وعمر. وروي عنه من وجوه كثيرة أنه قال: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر" ورواه عنه البخاري في صحيحه.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فصل
ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات, لا يدعون الجمعة والجماعة كما فعل أهل البدع من الرافضة وغيرهم, فإن كان الإمام مستورا لم يظهر منه بدعة ولا فجور صلى خلفه الجمعة والجماعة باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين, ولم يقل أحد من الأئمة إنه لا تجوز الصلاة إلا خلف من علم باطن أمره, بل ما زال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور, ولكن إذا ظهر من المصلي بدعة أوفجور وأمكن الصلاة خلف من يعلم أنه مبتدع أوفاسق مع إمكان الصلاة خلف غيره, فأكثر أهل العلم يصححون صلاة المأموم, وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة, وهوأحد القولين في مذهب مالك وأحمد. وأما إذا لم يمكن الصلاة إلا خلف المبتدع أوالفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أوفاجر وليس هناك جمعة أخرى فهذه تصلى خلف المبتدع والفاجر عند عامة أهل السنة والجماعة. وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة أهل السنة بلا خلاف عندهم. وكان بعض الناس إذا كثرت الأهواء يحب أن لا يصلي إلا خلف من يعرفه على سبيل الإستحباب, كما نقل ذلك عن أحمد أنه ذكر ذلك لمن سأله. ولم يقل أحمد إنه لا تصح إلا خلف من اعرف حاله. ولما قدم أبوعمر وعثمان بن مرزوق إلى ديار مصر -وكان ملوكها في ذلك الزمان مظهرين للتشيع, وكانوا باطتية ملاحدة, وكان بسبب ذلك قد كثرت البدع وظهرت بالديار المصرية- أمر أصحابه أن لا يصلوا إلا خلف من يعرفونه لأجل ذلك ثم بعد موته فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة, ثم صار العلم والسنة يكثر بها ويظهر. فالصلاة خلف المستور جائزة باتفاق علماء المسلمين, ومن قال إن الصلاة محرمة أوباطلة خلف من لا يعرف حاله فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصلون خلف من يعرفون فجوره, كما صلى عبد الله بن مسعود وغيره من الصحابة خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط وكان قد يشرب الخمر وصلى مرة الصبح أربعا وجلده عثمان بن عفان على ذلك. وكان عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة يصلون خلف الحجاج بن بوسف. وكان الصحابة والتابعون يصلون خلف ابن أبي عبيد وكان متهما بالإلحاد وداعيا إلى الضلال
| |
|