Admin Admin
المساهمات : 322 تاريخ التسجيل : 24/06/2012
| موضوع: خطر الشبهة على القلب الأربعاء يونيو 27, 2012 3:22 pm | |
| قال العلامة ابن القيم رحمه الله: (... والقلب يتوارده جيشان من الباطل جيش شهوات الغي
وجيش شبهات الباطل فأيما قلب أصغى إليها وركن إليها تشرّبها وامتلأ بها فينضح لسانه وجوارحه
بموجبها فإن أشرب شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والإيرادات فيظن
الجاهل أن ذلك لسعة علمه وإنما ذلك من عدم علمه ويقينه وقال شيخ الإسلام
: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل الاسفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا
بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها
بصلابته وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات.
وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها
تلبس ثوب الحق على جسم الباطل وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما ألبسته
من اللباس فيعتقد صحتها... وكل أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون
عليه من الألفاظ ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف
بها حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل ولا يغتر باللفظ كما قيل في هذا المعنى:
تقول هذا جني النحـل تمدحـه *** وإن تشأ قلت ذا قي الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما *** والحق قد يعتريه سوء تعبير
فإذا أردت الاطلاع على كنه المعنى هل هو حق أو باطل فجرده من لباس العبارة وجرد قلبك من
النفرة والميل ثم اعط النظر حقه ناظرا بعين الإنصاف، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ
والناظر بعين المحبة عكسه وما سلم من هذا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق ...)
وقال العلامة ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/137 في قوله تعالى: {وخضتم كالذي خاضوا}:
(إشارة إلى الشبهات وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء والخصومات ...).
وقال الإمام ابن بطة في "الإبانة": (... فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة والجماعة
واضطرهم إلى البدعة والشناعة وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم
فوجدت ذلك من وجهين أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يغني ولا يضر العاقل جهله ولا
ينفع المؤمن فهمه، والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته وتفسد القلوب صحبته
| |
|